لكم إسلامكم ... و لنا إسلامنا




أنظر يا الله كيف يقتل الأبرياء.
أنظر كيف يدنسون قرآنك الكريم بيديهم الملوثة في الخطيئة
أنتم تعرفون أنفسكم جيداً و لا غنى عن التعريف بكم يا قتلة الأبرياء.

تظهرون ملثمين و مدججين بأدوات الجريمة، مرددين كلام الأنبياء قبل فعلتكم النكراء و خلالها و بعدها، و تهددون متوعدين بعملية أكبر بحجة القضاء على الكفار و الجهاد في سبيل الإسلام!!
من أنتم لتصنفوا البشر بين مؤمن و كافر؟ بأي حق تصدرون الأحكام في حقهم؟
أي إسلام هو هذا؟ عن أي جهاد تتكلمون؟

هذا ليس إسلامنا!
 إسلامنا هو الإيمان بأن لا إله إلا الله و برسوله و بأنبيائه الشرفاء و بيوم الحساب. أما إسلامكم فهو القتل و الخطيئة و الإرهاب.
إسلامنا هو احترام الغير و فعل الخير، اما إسلامكم فهو إبادة الغير و ارتكاب الشرور.
إسلامنا هو الصوم و الصلاة و الزكاة، أما إسلامكم فهو دم و قتل و متفجرات.
إسلامنا هو العلم و الانفتاح، اما إسلامكم فهو الجهل و تشريع كل ما هو غير مباح.

تقولون أنكم تجاهدون في سبيل قضية! و أي قضية هي هذه التي تجاهدون في سبيلها، و التي تحول البريء الأعزل أشلاء و مصدر الرزق حطام؟
تعتقدون ان قضيتكم شريفة، فلماذا تتلثمون؟

تعتدون على جيشنا و تغدرون به في عقره، تفجرون مدننا، تسرقون مصارفنا، ترهبون شعبنا و تريدون منا أن نسكت و نصفق لكم إكراماً لقضيتكم المزيفة؟ 
يا للسخرية، لا أدري أين يكمن الجهاد في ذلك، فهل هذا جهادكم؟ أذهبوا و تعلموا معنى الجهاد لأن جهادكم بعيد من الجهاد الحقيقي لكنه اقرب الى الإرهاب و إسلامكم بعيد كل البعد عن الإسلام الحنيف و أقرب إلى الإجرام و الوعد بالحوريات و إشباع الرغبات.

الجهاد يا من تدعون الجهاد هو جهاد مقاوم وطني يناضل صامداً داحراً جيوش عرفت بأنها لا تقهر... امتثلوا بهم!
الجهاد هو جهاد جيشنا القوي المستبسل في سبيل قضية شريفة حدودها الوطن ... احذروا منه، لأنكم تجهلون معنى التضحية و الشرف و الوفاء، كما أنكم تجهلون أن جيشنا هذا، و بإمكانياته المتواضعة، سيلقنكم درساً لن تنسوه أبداً. 

كل قلب ينبض على أرض لبنان هو جندي مجاهد، كل طفل هو مقاوم ... و اعرفوا انه مهما فجرتم و قتلتم فإنكم لن تنتصروا ... لأن كل ما يهدم نعيد بناءه على أشلاءكم النتنة، و تأكدوا من أن الله عز و جل شاهد على كل أعمالكم و أفعالكم و الحساب قريب. إن الله دائماً مع عبده الضعيف المظلوم ضد الظالم.

** هذه المقالة نشرت في العدد 447 من جريدة النهار " ملحق نهار الشباب" **
  



Comments

Popular posts from this blog

حقيقة مرة

أعشقك